السلام عليكم يا شيخ ، السؤال الأول حكم من أنكر أصل من أصول الدين ؟ السؤال الثاني : حكم من أنكر الرؤية ؟ جزاك الله خير .
أحسنت الأصل في إنكار أو القاعدة إنكار أي أصل من أصول الدين أنه ينقض الإيمان وينقض الإسلام ويخرج به المسلم من مقتضى الإسلام هذا الأصل لكن كما هو معروف في جميع نواقض الدين والكفريات لابد في الحكم فيها على المعين من تطبيق شروط التكفير بمعني أن الذي ينكر أصلا من أصول الدين قد يكون جاهل فيعذر بجهله قد يكون متأولا فيكون التبس عليه الأمر قد يكون مكره ، قد يكون عنده شيء من الاشتباه فهكذا وكذا هناك صوارف كثيرة تعتري الخلق تمنعنا من أن نحكم على المعين إذا صدر منه ما يقتضيه إنكار أصل من الأصول .
أما الحكم المجرد فلا شك أن من أنكر أصلا من الأصول فإن هذا كفر لكن يبقي حكم المجرد تطبيقه على العيان لابد فيه من شروط .
أما المثال الذي ضربته وهو إنكار الرؤية ، الرؤية المقصود بها رؤية المؤمنين لربهم في الجنة نسأل الله أن يجعلنا جميعا ومشاهدينا المستمعين منهم - اللهم آمين - رؤية المؤمنين لربهم في الجنة أصل ثابت في قطعيات النصوص في القرآن والسنة وبتصريح النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لقوله صلى الله عليه وسلم عندما فسر آيات الرؤية(إنكم سترون ربكم عيان) فعلى هذا تعتبر الرؤية بهذا المفهوم أصل قطعي من أصول الدين يبقي من أنكرها، من أنكر الرؤية يحكم فيه بالحكم السابق لكم مع ذلك نظرا لأن مسألة الرؤية من المسائل التي لا تستبين لكثير من عامة المسلمين ولا يعرفون معانيها على وجه التفصيل فإن من ينكر الرؤية لابد أن تقام عليه الحجة وبين له وجه الدليل فيحكم بكفره أول وهلة لكن إذا تبين له وجه الدليل وتبين له وجه الحق واستبان له وعاند وكابر فإنه يكون أنكر أصل من أصول الدين فحكمه ما ذكرته قبل قليل .
سلام الله عليكم،أحسن الله إليك،يعني ما ظهر لي من هذه المقدمة أن الحكم على الفعل ليس هو كالحكم على الفاعل؟
لاشك هذه يعني من ثوابت الاجتهاد عند السلف بل هي أصل من أصول الأحكام على الناس أن نفرق بين الاعتقاد والقول والفعل وبين من صدر عنه ذلك بمعني أنه كما أنه يمكن أن يقول المسلم قولا كفريا أو يفعل فعلا كفريا ويعتقد اعتقادا كفريا ثم يظهر لنا فإن هذا لا يعني ذلك أن نحكم عليه بالكفر حتى ينطبق عليه شروط التكفير وتنتفي عنه الموانع ويطبق ذلك أهل الرسوخ في العلم لأن هذه من المصالح العظمي من القضايا الكبرى التي لا تتاح الحكم فيها لأفراد الأمة ولا حتى سائر طلاب العلم فالغالب أن هذه لا يحكم بها إلا الراسخون في العلم لأنها حكم على العباد بحكم الله عز وجل وهو أمر خطير قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قال الرجل فيما صح عنه في البخاري وغيره (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر لقد باء بها أحدهم) فالأمر خطير جدا هذا أمر الأمر الآخر في يستتبع هذا السؤال أنه أيضا كذلك بالعكس المسلم المنافق إذا ظهر منه ما يقتضي يعني الردة أو ما يقتضيه فإنا لا نستطيع كذلك أن نحكم لأن النفاق الخالص قلبي لا يعلمه إلا الله عز وجل وهكذا .
عندنا أيضا من المصطلحات المهمة في هذا الباب السنة والجماعة أو أهل السنة والجماعة وهذه مسألة من المسائل المستفيضة عند كثير من الناس ويسمع بها أغلب المسلمون لكن قد لا يفهم حقيقتها الكثيرون نحتاج أن تقف إلي معناها أولا من هم أهل السنة والجماعة ؟ أهل السنة والجماعة هم كل من كان على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعون وأئمة الهدي .فمن كان على السنة ، من كان على السنة فهو من أهل السنة لماذا سموا بأهل السنة ؟ لاعتبارات شرعية :
أولا : لاستمساكهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولأنهم أخذوا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذكر الأهواء والافتراق قال: (فعليكم بسنتي) فسموا أهل السنة لأنهم أخذوا بهذه الوصية وكذلك لاتباعهم نهج السنة على جهة العموم وكذلك وصف الجماعة لأن هناك عبارة أخرى غالبا تقرن بالسنة يقال السنة والجماعة ، هل السنة هي الجماعة ؟ لا إنما السنة منهج والجماعة كيان ، السنة منهج والجماعة كيان فالمنهج ما ذكرته لكم ، الكيان الجماعة هم الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم أي جماعة المسلمين الذين استمسكوا بالسنة وأخذوا بوصية النبي صلي اله عليه وسلم واتبعوا السنة وعلى هذا فإنهم وصفوا بالجماعة لأنهم أخذوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم (عليكم بالجماعة وعليكم بالجماعة) إلي آخره ولأنهم اجتمعوا على الحق وأجمعوا عليه واجتمعوا على الأصول الكبرى والمعاني العظمي من مسلمات الدين وثوابتها وعلى مصالح الأمة العظمي كبيعة إمام ، الاتصال والطاعة للوالي بالمعروف وغير ذلك من المصالح العظمي فهم يجتمعون عليها اجتمعوا على المصالح واتبعوا واجتمعوا على ما عليه سلف الأمة والتزموا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالجماعة وعلى هذا وهذا أمر مهم أرجو أن تنتبهوا إليه وعلى هذا فإن وصف السنة والجماعة ليس شعار ولا حزب ولا مذهب بل هو وصف شرعي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أعجب ولا ينقضي عجبي من أولئك الذين يدعون العلم والتعالم ثم يطعنون في مسمى السنة والجماعة ويزعمون أن هذا تحزب ويظنون أن هذا من صنع العلماء أو من صنع السلف وأنهم اخترعوه ليميزوا أنفسهم عن غيرهم وهذا خطأ فادح فالحق أن وصف السنة والجماعة أو أهل السنة والجماعة وصف شرعي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم . كيف ؟
أولا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما ذكر الافتراق حذر منها وذكر الفتن والاختلاف قال إن من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا قال فعليكم بسنتي . متي ؟ إذا وجد الخلاف . إذاً مع الاختلاف الذين استمسكوا بالسنة هم أهل السنة الذين أخذوا بالوصية فإذاً هذا وصف شرعي أيضا كذلك الجماعة لما ذكر الاختلاف والفرقة قال عليكم بالجماعة فعليكم بالجماعة ، وقال : إن يد الله مع الجماعة . فالجماعة إذا وصف شرعي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فهكذا الوصف بمجمله أهل السنة والجماعة أو السنة والجماعة منهج شرعي يمثل الإسلام بمصادره ومنهجه وليس فرقة ولا طائفة .
كذلك لأهل السنة والجماعة أوصاف في حق أوصاف إما أن تكون أوصاف حقيقية انطبقت عليهم اللغة لغة أو أوصاف شرعية جاءت في السنة أو أنها أوصاف أثرت عن أثر السلف الصالح ولا بأس في استعمال هذه الأوصاف إذا لم تقتضي تعصب مثل : أهل الحديث . أهل السنة أهل الحديث . بعض الناس قد يفهم من أهل الحديث أنهم رواة حديث لا ، نعم من أعظم خصائص أهل السنة أنهم رواة الحديث لكن لا يقف وصفهم على هذا فهم أهل الحديث العاملون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم رواية ودراية والحديث يرادف السنة لأن حديث النبي صلى الله عليه وسلم لأن الحديث هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم قوله وفعله وتقريره فهو مرادف لكلمة السنة إذا يرجع هذا الوصف إلي وصف بأهل السنة إذا هذا وصف .
الوصف الآخر أيضا : هم أهل الأثر من أوصافهم أنهم أهل الأثر . لماذا ؟ لأنهم على أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أثر السلف الصالح ، من أوصافهم أنهم السلف ، من أوصافهم أنهم أهل الاتباع ، من أوصافهم أنهم الطائفة المنصورة ، المنصورة بمعني أن الله عز وجل تكفل بنصرها إذا أخذت بأسباب النصر وكذلك الفرقة الناجية ، من عداها من أهل الافتراق الذين ما خرجوا عن الملة وهذه مسألة أرجو أن تنتبهوا إليها جيدا وهي :
أن من عدى أهل السنة والجماعة هل هم خرجوا من مسمي الإسلام ؟ لا ، الذين اتبعوا السبل ما لم يخرجوا من الملة وهم أكثر فرق الأمة ومن فرق الثنتين والسبعين التي خرجت عن السنة هم من المسلمين هم مسلمون لكنهم خرجوا عن السبيل اتبعوا السبل خرجوا عن السنة فيسمون أهل الأهواء يسمون أهل الافتراق يسمون أهل البدع يسمون الفرق المفارقة لأنهم اتبعوا السبل التي نهى الله عنها ونهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يخرجون من مسمى الإسلام لكنهم لا يسمون أهل السنة والجماعة ولا يستحقون هذا الوصف لأنهم خالفوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم يالاستمساك بالسنة .