elhedaia
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع اسلامى يجمع علوم الدين المختلفة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كنا ثلاثة والشيطان رابعنا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفقير لله
Admin



المساهمات : 123
تاريخ التسجيل : 10/07/2008
العمر : 34

كنا ثلاثة والشيطان رابعنا Empty
مُساهمةموضوع: كنا ثلاثة والشيطان رابعنا   كنا ثلاثة والشيطان رابعنا I_icon_minitimeالسبت يوليو 12, 2008 2:15 pm


--------------------------------------------------------------------------------

كنّا ثلاثة أصدقاء وكان الشّيطان رابعنا !


يقولُ الرّاوي : لا أعرفُ كيف أروي لكم هذه القصّة التي حدثَتْ معي منذ فترة , فغيَّرَتْ مَجرى حياتي كلّها ! والحقيقة أنّني لم أُقرِّر أن أكشفَ عنها إلاَّ بعد إحساسي بالمسؤوليَّة تجاه اللَّه عزَّ وجلّ , ولِيَعتَبِرَ بها بعضُ الشَّباب الذين يَعصُون ربَّهم وبعض الفتيات اللاَّتي يَسعَيْن وراء وَهْمٍ زائف اسمُه : الحبّ !
كُنّا ثلاثة من الأصدقاء يَجمع بيننا الطَّيشُ والعُجب . كَلاَّ , بلْ أربعة , فقد كان الشَّيطانُ رابعنا ! فكنَّا نذهبُ لِاصطياد الفَتيات السَّاذجات بالكلام المعسول , ونَستدرجُهنَّ إلى المزارع البعيدة ، وهناك يُفاجَأن بأنَّنا قد تَحوَّلْنا إلى ذئابٍ لا تَرْحم تَوسُّلاتهنّ , بعد أن ماتَتْ قلوبُنا ومات فينا الإحساس ! هكذا كانتْ أيّامُنا وليالينا , في المزارع والمخيَّمات والسَّيَّارات وعلى الشّواطئ .
إلى أن جاء اليَومُ الذي لا أنساه : ذهبنا كالمعتاد إلى المزرعة حيثُ كان كلُّ شيء جاهزًا : الفَريسة لكلِّ واحد منَّا , والشَّراب الملعون . شيءٌ واحدٌ نَسيناه هو الطَّعام . فذهبَ أحدُنا بسيَّارته لِشرائه , وكانت السَّاعة تُشير إلى السّادسة تقريبًا عندما انطلقَ . مرَّت السَّاعاتُ دون أن يعود , وفي العاشرة , شعرتُ بالقلق عليه , فانطلقتُ بسيَّارتي أبحث عنه . وفي الطَّريق ، فُوجئتُ بسيَّارة صديقي والنَّارُ تَلتهمُها , وهي مقلوبةٌ على أحد جانبَيْها !
أسرعتُ كالمجنون أحاول إخراج صديقي من السَّيَّارة المشتعلة , فذُهلْتُ عندما وجدتُ نصفَ جسده وقد تَفحَّم تَمامًا , لكنَّه لا يزالُ على قيد الحياة . فنَقلْتُه إلى الأرض ، وبعد دقيقة فتحَ عَيْنيه وأخذ يَهذي : النَّار ! النَّار ! فقرَّرتُ أن أحمله بسيَّارتي وأُسرع به إلى المستشفى , لكنَّه قال لي بصوتٍ باكٍ : لا فائدة .. لن أَصِل !
فخَنقَتْني الدُّموع وأنا أرى صديقي يَموتُ أمامي , ثمّ فُوجئتُ به يصرخ : ماذا أقول له ؟! ماذا أقول له ؟!
نظرتُ إليه بدهشة , وسألْتُه : من هو ؟! فقال بصوت كأنَّه قادمٌ من بئر عميق : اللّه !
أحسستُ بالرُّعب يجتاح جسدي ومَشاعري . وفجأة أطلقَ صديقي صرخةً مُدوِّيَة , ولفظَ آخر أنفاسه .
ومضت الأيّام , لكنَّ صورة صديقي الرَّاحل لَم تُفارقْ مُخيّلَتي وهو يصرخ والنَّار تَلتهمُه : ماذا أقول له ؟! ماذا أقول له ؟! ووجدتُ نفسي أتساءل : وأنا ماذا سأقول له ؟!
ففاضتْ عيناي , واعْترَتْني رعشة غريبة . وفي نفس اللَّحظة , سمعتُ المؤذِّن يؤذِّن لصلاة الفجر مناديًا : اللّه أكبر , اللّه أكبر . وعندما نادى : حيّ على الصَّلاة , أحسستُ أنّه نداء خاصّ لي يَدعوني إلى طريق النّور والهداية . فاغتسلتُ وتَوضَّأتُ , وطهَّرتُ جسدي من الرَّذيلة التي غَرقتُ فيها لِسَنوات , وأدَّيْتُ الصَّلاة . ومِن يَومها , لم يَفُتْنِي فَرْض .
أحمدُ اللَّهَ الذي لا يُحْمد سِواه . لقد أصبحتُ إنسانًا آخر , فسُبحان مُغَيِّر الأحوال . وبإذن اللَّه تعالى أستعدُّ للذَّهاب لأداء العُمرة , وإن شاء اللّه الحجّ . فمَن يَدري ، الأعمارُ بيد اللَّه سُبحانه وتعالى !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elhedaia.yoo7.com
 
كنا ثلاثة والشيطان رابعنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
elhedaia :: المكتبة الاسلامية :: قصص وعبر-
انتقل الى: